استغاثة الأرض و عودة الروح إلى العمل العربي المشترك يطل علينا الأسبوع الأخير من شهر رمضان بجملة من الأحداث الوطنية و الإقليمية و الدولية الهامة و المؤثرة من ذلك أزمة شح المياه قضية الساعة في تونس و و البحث عن حلول جاري و الحديث لا يزال متواصلا داخليا و خارجيا عن قرض صندوق النقد الدولي و كأننا صرنا نتحدث عن مسمار حجا . كما تعد زيارة وزير الخارجية السوري و المغتربين حدث الساعة بعد الاتفاق عربيا على عودة سوريا إلى الحضن العربي و طي صفحة الفرقة و المقاطعة لنظام بشار و للمؤرخين أن يحكموا عما ما تعرضت له دمشق و نظامها و في ناحية أخرى من قدرنا العربي يبدو أن أحداثا داميةا يشهدها السودان الأمر الذي استدعى تدخلا اجتماعا عربيا عاجلا في خضم توترات متواترة منذ أشهر و الخبر الأبرز وطنيا على الساحة الإعلامية و على لسان أكثر من مسؤول حكومي و مواطن تونسي عن أزمة ندرة المياة و سنوات القحطاني التي تعرفها بلادنا وهي ليست استثناء حيث انعقد مجلس وزاري برئاسة نجلاء بودن لتدارس منسوب المياه في السدود التي تعاني نقصا تجاوز الحد الطبيعي و سبل التصرف في ما هو موجود و كيفية إيصال كميات منه إلى المواطنين في مناطق نائية من بلادنا في الأرياف و تشكو خصوصا معتمدين القيروان من شح و نقص شديد في الماء الصالح للشرب. إذ لا بد من حسن التصرف في المياه المستعملة كميات التطهير المستعملة في الري الفلاحي. و تجري الاستعدادات على مستوى وزارة الفلاحة و الشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه بهدف تأمين صيف في ظروف ملائمة مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ. و الأمر يتعلق أيضا و بالأساس بوعي و ذكاء المواطن الذي مطالب بترشيد الاستهلاك. و بين فينة و أخرى تفقد مواد غذائية أساسية مع تواصل الحرب في أوكرانيا حيث تشهد بلادنا نقصا في القمح اللين مما أثر على تزويد السوق بمادة الفارينة. و تبرز هنا أهمية أهمية البحث العلمي الفلاحي و ضرورة تثمينه. إن ما نشهده من أزمة مياه يشكل بحق مآمرة ضد كوكب الأرض من الإنسان نفسه قبل أن تكون للطبيعة كما يرى البعض أنها ردة فعل تجاه مكر بني البشر بها و لا دخل لله سبحانه فيما نعرفه إذ الضر نحن المتسببون فيه. بينما ملف قرض صندوق النقد الدولي صار قضية رأي عام في تونس و وسيلة بيد قوى الرأسمالية لاستغلالنا و بسط نفذها عليها في الأثناء تتواصل الجهود الإيطالية و كذلك الفرنسية للحيولة دون تعكر الأجواء تماما رغم إصرار الرئيس قيس سعيد بعدم الخضوع أو الخنوع لإملاءات لهذه المؤسسة المالية التي لها أجندة أشبه ما يكون بالإستعمارية. بينما ينقسم الخبراء الماليون و الاقتصاديون التونسيون بين متفائل و متشائم بشأن عملية التفاوض التي لا تزال متعطلة و كل ما يقال هو في إطار الجدل الإعلامي و التوظيف السياسي لا غير حيث تشترط الجهات مزيدا من الإصلاحات السياسية و كأننا تلاميذ و الصندوق هو المعلم و علينا تطبيق تعليماته دون قيد أو شرط. من جانب آخر تنشط الديبلوماسية العربية و من ضمنها التونسية في إطار محاولة إيجاد مصالحة بين الشقيقة سوريا و بقية دول الإقليم العربي بعد تم عزلها سياسيا و تعليق مقعدها في الجامعة العربية و قد وصل اليوم وزير الخارجية و المغتربين السوري فيصل المقداد إلى بلادنا في زيارة تتواصل ثلاثة أيام بهدف إستئناف النشاط الديبلوماسي بين البلدين بعدما أعادت تونس فتح سفارتها هناك بدمشق و هي خطوة كان لا بد منها من أجل إعادة لم شمل السوريين و السعي نحو إحداث مصالحة عربية على غرار التقارب السعودي الإيراني الذي سيؤثر بالإيجاب على الصراع داخل اليمن و يعطي مساحة و فرصة للسلام و لللحمة الوطنية و ينهي معاناة طويلة و مآسي كثيرة إلا ما إن ينطفىء لهيب حرب حتى تندلع أخرى فمنذ يومين أو أكثر نجم قتال داخلي بين فثيليلن سودانيين كانا يمثلون ركيزة الحكم الذي أطاح بالفريق عمر البشير و بعده بحكم مدني و هما قوات الجيوش السوداني و قوات الدعم السريع و تتواصل المساعي من الداخل و من الخارج من أجل إخماد نار الفتنة التي ذهب ضحيتها إلى حد كتابة هذا المقال العشرات من المدنيين و العسكريين. و أعتقد أن المملكة السعودية بوزعها الديني و مصر بوزنها السياسي إلى جانب دول أخرى قادرين على تقريب وجهات النظر المختلفة و رأب الصدع و التوصل إلى ميثاق من أجل التعايش السلمي في إطار روح التآخي و الوئام المدني.






