في الكفاءة ولعبة السياسة في تونس. بقلم د :نورالدين الحاج محمود. هناك مسالة هامة في هذه البلاد التونسية تتمثل اساسا في هذا الاستخفاف والتلاعب بالكفاءات الوطنية التي قضت من الوقت الكثير ،تكوينا وتمرسا وحصولا على العلوم المتخصصة في ميادين حيوية بغاية الوصول الى المراتب العليا من اجل الافادة للوطن وهذا طبيعي، وكذلك الشان على مستوى الاستفادةالذاتية ، وهذا حق ولا بد من الحرص عليه. عندما نتحدث عن هذه الكفاءة، فهي الكنز المعرفي الذي لا بد من تعهده وحمايته واسناده المادي والمعنوي ،لا تركها هكذا يتلاعب بها المجهول الذي اصبحنا عليه منذ 2011 والذي سد الافاق على خيرة ما انجبت تونس من خبرات في مجالات متعددة ،في الطب والهندسة والاعلامية والتقنيات المتطورة وغيرها من اخرى المجالات وقد اثبتت جدارتها عندما اختبرت. لا يعقل ان تعنف الكفاءة من قبل صعاليك يبقون يلعبون ويرتعون ويعيثون في الارض دون عقاب ،اطباء يعنفون اثناء ممارسة اعمالهم وكذلك الامر بالنسبة الى اصناف اخرى تتعرض يوميا الى المضايقات والاعتداءات من قبل الخارجين عن القانون. كفاءات تهاجر واخرى تعنف. في تونس هناك صنفان من الكفاءات ، *كفاءة استقرت في تونس ،ولكن البعض منها يعاني من التهميش وعدم الاهتمام بها وتركها وقدرها تعاني الحاجة ومواجهة المتاعب المادية ،وهو الاساس ،ولنا في اعداد حاملي الشهادات العليا ويالخصوص الدكاترة الذين يعانون البطالة والعطالة من جراء انعدام رؤية سياسية واضحة واستراتيجيات استشرافية غائبة بالتمام والكمال ،يتعللون بانعدام الموارد المالية ،وهي في النهاية بالامكان توفيرها لو صدقت النية وتخلينا عن هذه الاضرابات التي لا معنى لها ولا قيمة فعلية من وراء شنها في ظل شعوب متقدمة حريصة على العمل والابداع والانتاج وبالتالي تخلت عن هذا السلوك الفاسد الذي عفا عنه الزمن والذي عطل العمل وشل مصادره التي كان بالامكان استغلالها ،في الفلاحة والادارة والفسفاط ومصادر الطاقة. والصنف الثاني الذي نعنيه من الكفاءات هو هذه الطاقات التي خيرت الهجرة بحثا عن سبيل اخر مريح يبعدها عن هذه المشاكل اللامتناهية منذ بزوغ هذه الثورة المباركة التي لم تات الا بصعاليك هيمنت على مجالات متعددة وبالخصوص في السياسة ،وهي في حاجة الى من يسوسها ويقودها. كفاءاتنا اليوم ،وعددها ليس بالهين التي تحولت الى خارج حدود الوطن ،ويصل رقمها الى اكثر من مائة وخمسين الفا بحثا عن الهدوء والاستقرار والعيش والعيش الكريم. تواصل العبث لا يفيد. لا يمكن ان تواصل تونس نسقها الحياتي في ظل هذا العبث المتواصل والذي مس كل المفاصل وعطل المرافق الحيوية التي تعداساس المحركات لتحقيق التنمية : *اقتصاد يبحث عن الدعم. *قطاعات حيوية معطلة بسبب هذا الفكر النقابي الهزيل. **فكر سياسي غير واضح المعالم. *اعلام لم يرتق الى الحد الادنى المامول من اجل الاسهام في تحقيق التنمية واحتكرته هيئات مختصة ونقابية لا وضوح اليها على مستوى المقاربات المهنية. نذكر هنا الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري التي لم تعد صالحة لمواكبة ما يستجد وطنيا وعالميا اضافة الى النقابات التي انغمست في مجالات لا صلة لها بتطوير المهنة. وبالتالي فان تونس في حاجة الى ان تكون هذه الكفاءات المهمشة في صدارة المشهد لا ان تكون اللاكفاءة هي المهيمنة.






